رواية ثلاث ليال – محمد الأشعري

2022-12-31

الباشا كان يلقى حتفه عشقا في الإناث، ذلك كل سحره، أما الباقي فليس إلا مستنقع من الأوهام، كانت له زوجتان من تركيا، وواحدة من منطقة جبلية الأطلس، وأخرى فتاة الصدر الأعظم “المقري” .

حينما وافته المنية شقيقه المواطن، كان في حريمه ست وتسعون امرأة، استكمل إليها أربعا وخمسين امرأة سيطر فوق منها من سيدات شقيقهُ، وقد كان له ” صيادون ” في باريس، وطنجة، ومراكش، يضعون في سريره سائحات وخليلات مدهشات، يغدق عليهن أحجارا كريمة وأكواما من الحرير، وقد كانت له فوق ذاك عشيقات أوروبيات بينهن زوجات سفراء معروفين يقضين أياما وليالي طويلة في قصر الباشا بعلم أزواجهن الديبلوماسيين بشكل كبير، والذين يحصلون بالمناسبة على مِنح لا تخطر لهم على فكر. ومن فرط ما نشر وإشاعة من نسل واضح وغير معلوم، لا يتخطى يوم فرد دون أن يشاهد الناس شخصا يشبهه، وقد نسبوا إليه من أكابر الناس وكلهم، ما يكفي لملء بلدة كاملة، ولم يطغ عليهم واحد من سوى عثروا في تفاصيله الشكلية على ظلال الباشا. ذلك يا سيدتي الجميلة هو الفرعون الذي حلمت بالزواج منه، ولو حصل لكنت اليوم أتعس امرأة في الكوكب.