رواية المفقود أو أمريكا – فرانز كافكا

2022-12-28

کان کارل روشن صاحب الستة عشر ربيعا، الذي أبعده والداه المسكينان إلى أمريكا، لأن خادمة أغوته وأنجبت منه طفلا، واقفا على سطح الباخرة، التي تباطأت سرعتها وهي تدخل ميناء نيويورك، فرأى أن تمثال إلهة الحرية، الذي في مرة سابقة أن تابعه بنظره منذ فترة، وكأن أشعة الشمس قد اشتدت فجأة في إضاءته، وكأن ذراع التمثال ذات السيف قد ازدادت عاليا في اللحظات الأخيرة، بينما تلفها ریح طلقة.” على الأرجح أن تقوم تلك الحكاية بالذات بفتح سبيل عصري لاستيعاب کافکا، وهو سبيل الآدمية البسيطة الحانية، وأن تبدأ الروايتان العظيمتان (الدعوى قضائية والقلعة) بالتأثير، انطلاقاً من هنا ومن ذاتهما ودون أي توضيح.

ذاك ويتضح لي من المراسلات والمقالات المالية التي تصلني بأن آثار کافکا في فرادتها وسموها المهيب سوف تفهم وتحب باستمرار أكثر. ماكس برود في حكاية الضال يصف کافکا بعناية وفي إسهاب عالم الجهد في العصر الحوار، ذلك العالم الذي يطحن جميع الأشياء ويحوله إلى غبار، ولا يجيز فيه بفترات استراحة، لا يتيح فيه سوی بتعاقب أيدي الجهد. تلك الحكاية من أهم القصص الدولية التي تكشف المجتمع الصناعي المحادثة بسداد رؤية وبعد نظر وتنبؤ.