رواية الطيار – يفغيني فودولازكين

2023-01-12

رواية الطيار – يفغيني فودولازكين قلت لها : اعتمري قبعة على رأسك في البرد ، وإلا فستتجمد أذناك . انظري ، قلت ، كم من المارة هذه اللحظة يمشون بدون آذان . فقبلت ، نعم ، نعم يقولون ، يقتضي إجراء ذاك ، لكنها لم تعتمر . ضحك على النكتة واستمرت في السير بلا قبعة . خطرت تلك الصورة في ذاكرتي ، بصرف النظر عن أنني لا أدري عمن يجري الخطاب هنا .
أو ، لنفترض ، تذکرت فضيحة – بشعة ومرهقة . ليس من الملحوظ أين إشتعلت . مما يدعو للأسف أن الحديث بدأ بأسلوب جيد ، ومن الممكن القول ، بحسن نية ، وبالتالي كلمة عقب كلمة تشاجرنا . الشيء الجوهري هو أنّي في حين حتى الآن استغربت – لماذا وقع هذا ، وبدافع أي شيء ؟ لقد ذكر أحدهم أنه ينتج ذلك كثيرا ما في المأتمية ( وليمة تأبين الراحل ) : لفترة ساعة ونصف الساعة يتحاور الحاضرون عن كيف كان الراحل شخصا صالحاً . ثم يتذكر واحد من الموجودين أن المرحوم کا إتضح ، ليس طيباً ليس إلا . وبعد هذا ، کا لو أن أمراً جاءهم ، يبدأ الكثيرون بالتعبير عن آرائهم ليضيفوا لما أفاد – ومرحلة بعد مرحلة يتوصلون إلى استنتاج مفاده أن المرحوم كان ، على أرض الواقع ، سافلاً ” من الدرجة الأولى . أو مرأى جبار للطبيعة إلى حاجز بعيد : صفع أحدهم بقطعة من النقانق على قمته ، وإذا بذاك الفرد يتدحرج على سطح مائل ولا يمكن له أن يتوقف ، ومن نتيجة لـ تلك الدحرجة يدور رأسه … رأسي يدور . أنا مستلق على سرير . أين أنا ؟ أسمع خطوات .
أتى فرد مجهول يلبس مريولاً أبيض . تعطيل ، وبعد أن وحط يده على شفتيه نظر إليّ (في فجوة الباب هنالك رأس فرد ما ) . ومن ناحية أخرى ، نظرت إليه – وكأني لم أفتح عيني ، من أسفل رموشي شبه المغمضة . وقد لاحظ ارتعاش رموشي.